عيون الذيب ..

مجموعة أطفال طُلب منهم رسم أزهار كانت أمامهم، يُنهي الجميع رسمته، لتظهر بينها رسمة لفتاة، أحاطت الأزهار بإشعاع، وحينما سُئِلت عنه أجابت: أنا أرسم ما أرى..!
– أكانت الفتاة تكذب؟
– أو لعلها تعاني من خلل بصري!!
– ربما لديها رؤية فنية تعتمد زيادة الإضاءة في لوحتها؟؟
السؤال الجدير بالطرح:
أكُلُّنا نرى الأشياء بنفس الألوان والإضاءة؟
ألوان الأشياء حقيقتها هي انعكاس ضوئي، والضوء هو كُل مركَّبٍ من ألوان الطيف، وحينما تسقط الإضاءة على جسم ما فإنه يمتص كل الدرجات الطيفية للإشعاع الضوئي عدا الطيف المماثل له، فيعكسه فنتعرف على لونه.
والإنسان قادر على أن يميز بين 200-250 لونا، دون أي اعتبار لقوة الإبصار، فضعف البصر قدر يؤثر على الـ(10) ملايين درجة لونية التي نميزها.
ونظرياً نمتلك 4 أنواع من الخلايا المخروطية، التي تُمكّننا من تفكيك الألوان والتعرف عليها، لكن فعلياً نستخدم 3 فقط، الاستثناء هنا يكمن في أن الإناث بتركيبتهن الجينية لديهن القدرة على التعامل مع الخلايا المخروطية الزائدة، واستيعاب تلك الخاصية المتفرّدة، لتصبح بذلك رباعية الإحساس باللون، خلافاً لباقي البشر (هذا يدخلنا في تعريف جديد للطفرات، حيث تمت هنا الاستفادة من خاصية معطلة لكنها موجودة أصلاً).
لذا إن شاهدت طفلاً يرسم وردة مشعة، فلا تتهم خياله بالخلل، إنما هي عيناك، تفتقدان إلى طفرة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب القدر .. لمحبي الأكشن هذه الرواية تخصهم بإمتياز

أبناء القمر ..