فرح.. للبيع

فرح.. للبيع


زينب الهذال

مع شيوع حالة البهجة بعد انتهاء العام الدراسي وظهور نتائج حصاد عام كامل، يبدأ التسابق المحموم للأهالي لجلب أحدث وأفضل وأكبر وأجمل وأغرب وأغلى الهدايا لأبنائهم، ولا خلاف على المبدأ من حيث الاستحقاق، ولكن الملاحظ على أبناء هذا الجيل عموم حالة اللاتقدير، فالبهجة التي يكنونها أو يظهرونها تجاه ما يُجلب إليهم من هدايا قصيرة المدى قد لا تتجاوز الأيام، فهم بحالة تشبُّع للماديات حتى لو أبدوا استماتة في الطلب.
هذه الحالة هي امتداد لمنظومة الاستهلاك المحموم التي أدخلناهم فيها بسلوكنا غير الواعي، الذي تتعدد أسبابه ما بين طفرة منحسرة وحرمان في الصغر، أو حالة سعار استهلاكي حتى لا نكون (أقل من غيرنا)، بالمناسبة هذا أكثر الأعذار استخداماً بين الجميع، كان يُفترض أن أكتب المقال في منتصف العام الدراسي، ولكن لأني أعلم أنكم كإياي أو أني كإياكم ننسى بسرعة ما طُرح علينا في أغلب الأحيان، لذا نقول الصيف طويل و(المخيمات أو المراكز الصيفية) لا تزال في أولها، يمكنكم إلحاق أبنائكم بأحدها على أن يكون هو هدية النجاح بذاتها، أي أن تكون الهدية هي تجربة عمر يعيشها الطفل ويكسب فيها كثيراً مما يهوى، ولا أتحدث هنا عن مراكز (سلق البيض) المنتشرة هنا وهناك، لا، بل أتحدث عن المراكز النوعية المتخصصة التي جُل مناشطها حول موضوع معين مثل العلوم أو الاختراع أو الرسم أو النحت أو علوم الفضاء، وهي موجودة وإن قلَّت، ولنكن صادقين يحجم كثيرون عنها لارتفاع تكاليفها نسبياً، ولكنها قيِّمة مقابل المال وما يتم صرفه على الحفلات المصاحبة للنجاح مع قيمة الهدايا فيما لو جُمِعَت، فهي بذات التكلفة تقريباً، ومرآة الحقيقة تقول نحن الآن نسينا كثيراً من الهدايا التي جُلبت لنا وبقيت تجارب الطفولة الممتعة كنقوش أثيرة في قلوبنا وأدمغتنا..
لي القاف.. ولكم الخيار..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب القدر .. لمحبي الأكشن هذه الرواية تخصهم بإمتياز

أبناء القمر ..