«نحتاج إلى طعام .. لا إلى كرة قدم!»


«نحتاج إلى طعام .. لا إلى كرة قدم!»







زينب الهذال

انتشرت في الآونة الأخيرة صورة لجرافيتي بأحد أحياء البرازيل الفقيرة، يعترض على إقامة بطولة كأس العالم فيها بعد قرابة الأسبوعين، وظهر في الصورة رسم لطفل خلف سياج تبدوعليه علامة المجاعة وفي أسفل الصورة أقدام تلعب الكرة. وعنونت الرسمة بـ «نحتاج إلى طعام ..لا إلى كرة قدم»، والجرافيتي لمن لا يعرفه هو (ترك الرسومات أو الأحرف على الجدران أو الأشياء بطريقة غير مرغوبة أو دون إذن صاحب المكان، ويستخدم غالباً لإيصال رسائل سياسية واجتماعية، ويعتبر من أشكال الفنون الحديثة). وبعيداً عن التعقيد نقول ببساط أحمدي هو (الشخابيط اللي معبئة جدران الحواري عندنا)، المهم نعود لفكرة الاعتراض السلمي الذي يمارسه الشعب البرازيلي، الذي فيما يبدو أنه الوحيد غير المتحمس لإقامة هذه الفعالية، لأنه يصاب بالحرقة عند علمه بالمبالغ الضخمة المرصودة لكأس العالم، ويرى أن الشعب الفقير والجائع أحق بها. طبعاً الاعتراضات السلمية ذات الطابع الفني سبقها كثير من اعتراضات الشارع والمظاهرات الرافضة. لكن في تداول الرأي من حيث الوجهة الصحيحة لصرف أموال الدولة تلعب الحكومة والشعب ضمن معادلة (البيضة أم الدجاجة .. أيهما وجد أولاً).
بالمناسبة عاشت جنوب إفريقيا اعتراضات مماثلة إبان إقامة الكأس لديها في الدورة الماضية، وهنا نطرح سؤالا حول الجدوى الحقيقية التي تنالها الدول والشعوب من إقامة هذه الفعاليات، وحول الآلية التي تُعتَمد في إرساء الفعالية على دولة دون غيرها، وهنا معادلة البيضة والدجاجة تعود مرة أخرى!
هل تحتاج الدول الفقيرة والنامية لفعاليات مماثلة لتنهض ببنيتها التحتية؟
والمداخيل الذهبية التي يُوعَد بها البلد نتاج هذه الفعاليات، هل تعجز الحكومات عن خلق فرص مستدامة لذات الهدف؟.
البيضة أم الدجاجة هي الكذبة التي ما عادت تنطلي على الجوعى.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب القدر .. لمحبي الأكشن هذه الرواية تخصهم بإمتياز

أبناء القمر ..