طايرين بالعجة



زينب الهذال ..

البحَّار يرفع شراعه حينما تكون الريح مواتية، هذه حقيقة نحن أهل الصحراء لا نفقهها يقيناً وليس ظاهراً، فلا نجيد استغلال الظرف لتحريك دفة التغيير التي نرجوها «نطير بالعجة» أَيْ نعم «ناكل تراب» ليست سابقة.
حديثي الفج أعلاه لأننا لا نجيد استغلال الظرف، فتمر علينا حالات جبارة ومصائب جلل تمكننا من إيجاد قوانين من عدم وتفعيلها لزاماً دون أن نبدأ من الصفر لاستصدارها. أتذكرون «ريهام»؟ بالضبط تلك الصغيرة ذات العينين الحالمتين في الجنوب المصابة جدلاً بالإيدز، وبوجع عرفنا «لمى الروقي» وسقنا لها الدعاء كأبنائنا وقتلنا العجز الرسمي تجاه براءتها المستباحة إهمالاً، ويا قلبي لنرجو أن تكون «آمنة» الفتاة الطموحة طالبة الماجستير في جامعة الملك سعود آخر المصائب.
في الحالات السابقة كانت الأنثى هي الوجع، وكان المجتمع يتحدث بحب ودفاع وحمية حولها «ولا يعنيني هنا المتخلفين أو المطبلين أو المصطادين في الماء العكر».
ثم ماذا؟
لا يزال تقرير ريهام القادم من أمريكا مُخفى عن محاميها، ولا تزال المساعدات تسير على أفواه الجموع دون أن تصل لذويها، وبقي والد لمى ينتظر جثة وليست أشلاء حبيبته ليتجرأ قلبه على وضعها مرة أخرى تحت التراب بكرامة، وها نحن أوسعنا الشبكات الاجتماعية ضرباً على المفاتيح حول وفاة آمنة وما كان يجب والممكن والمفروض.
هنا السؤال لأهل القانون من الجنسين: لماذا حصلتم على شهاداتكم؟!!!


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب القدر .. لمحبي الأكشن هذه الرواية تخصهم بإمتياز

أبناء القمر ..