أبو وجهين...؟



زينب الهذال

(أبو وجهين) كلمة نطلقها على من يمارس فن الخداع المجتمعي دون أن يرف له جفن وصاحب ملكة جبارة في لبس القناع المناسب في اللحظة المناسبة للحدث المناسب ليخدعنا فنصدقه بفمٍ فاغر ونية بيضاء.
تبدو الصورة المجمدة لهذا المسمى كمن يملك قناعاً يرتديه خلال مهمات الفتنة.
يقودنا التفكير في هذا المسمى لأصل القناع.. وأقصد بذلك القناع الحقيقي الذي يُرتدى بغرض التنكر.. فيرتديه المجرم ليخفي معالم وجهه عن ضحاياه ويرتديه المحتفلون تنكرياً لإضفاء مزيد من البهجة على حفلاتهم، حتى الأطفال يجدون المتعة في لبسه تشبهاً بشخصياتهم المفضلة.
أما أصل القناع فيعود للقارة السمراء، فقد ابتدعه الأفارقة الأوائل ليمارسوا الخديعة على طرائدهم أثناء الصيد، ومنها كانت الانطلاقة، حيث احتل مركزاً أساسياً داخل الموروث الإنساني بالمجمل، ولايزال يحتفظ بمكانته داخل الموروث الإفريقي لدى القبائل المتمركزة في وسط إفريقيا فهو ركيزة أساسية في التقاليد والسحر والفن.
نعود لموضوع (أبو وجهين)، وأسأل: ألا نرتدي قناع الفرح وندفن الهم بين ثنايا ملامحنا حتى لا يراها أحبابنا فيتألموا؟
ألا نبرز قناع الشجاعة أمام العدو وفرائصنا تهتز حتى لا نهزم؟
ألا نلمع قناع المثالية أمام أبنائنا لنربيهم على القيم حتى لو كانت أنفسنا ملأى بالعيوب؟
إذاً ما من أبيض وأسود في الحياة بل هو الرمادي سيد الألوان!
والمسألة نسبية وكلنا (أبو وجهين) ولكن مع اختلاف النوايا..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب القدر .. لمحبي الأكشن هذه الرواية تخصهم بإمتياز

أبناء القمر ..