مضاد .. مرتين باليوم !!

هل سبق وأن خدعت شخصاً لتقنعه بأنه سيتماثل للشفاء بعد هذا الدواء؟
قد تجيب: لا.. لا أعتقد..
نفس الموضوع من زاوية أخرى..
يسقط أحد الأطفال وتسارع لحمله أو لترى الضرر الذي أصابه وتكتشف أن الموضوع بسيط ولا يستدعي أي تدخل إسعافي، لكن الطفل يبكي ويصر على أنه يتألم وتعجز عن إقناعه بأنه بخير.. لتكتشف أنه يريد ذاك الاهتمام الذي يرافق التعب فتسارع لإحضار (الفازلين!) وتدهن به مكان السقطة..
يتحول البكاء لهدوء وترتسم بسمة رضا على محياه لاعتقاده أن ذاك الدهان أزال الألم، بينما الحقيقة أن ما شعر به هو ألم نفسي وليس عضوياً وبالتالي فالموضوع كله حالة وهم نزرعها في الطفل منذ الصغر نخبره أنه يحتاج للدواء في كل مرة يشعر بألم أياً كان..
السلوك الذي مارسناه هو مدرسة طبية تعرف بالبلاسيبو، وهو العلاج بالوهم ويهدف لخداع المريض من خلال إعطائه أدوية (سكرية أو بروتينات خاملة)
للتأثير عليه إيحائياً بتحفيز المخ لإفراز هرمون الأندروفين وهو هرمون مسكن يفرز بكميات ضئيلة، والبلاسيبو تحفز إفرازه بكميات أكبر ليشعر المريض (وهمياً) أنه يتعافى..
وقد تتطرف حالة البلاسيبو فيجري الطبيب عملية جراحية وهمية للمريض في بعض الحالات من خلال عمل شق ظاهري على الجلد ليعتقد المريض أنه تخلص من دائه.
مؤسس هذه المدرسة هو طبيب التخدير هنري بتشر (1995م)، ومع أن نتائجها مبشرة فإن لها معارضين بالوسط الطبي معللين رفضهم لها بخلل دور الطبيب حينما ينزع لفكرة خداع مريضه حتى لو كان الهدف علاجه.
بالمناسبة البلاسيبو كلمة لاتينية تعني (سأتحسن).
والجميل في الأمر أننا كلنا نملك شخصية طبيب بين جنباتنا والشاهد أطفال العائلة وعُلب الفازلين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب القدر .. لمحبي الأكشن هذه الرواية تخصهم بإمتياز

أبناء القمر ..