كافيين..!


تبدو الصورة ضبابية وأنت منهك.. تشربُ رشفة من قهوتك. عندها يبدأ يومك الحقيقي.. تتضح الصورة وتنجلي التفاصيل المهمة وتستطيع الإنجاز كما يجب.

أيبدو لك المشهد مألوفاً؟

إنها دعايةٌ لمشروب قهوة.

والكافيين المنبه هو الذي يجعل من تلك الدعاية حقيقة.

هل تصدق ما سبق؟

إذا فالملايين التي تهدرها الشركات المنتجة للقهوة لم تذهب هباءً.

فمخرجات العملية التسويقية تدرُ ذهباً والفضل يعود لعلم البرمجة اللغوية العصبية التي تسعى من خلالها الشركات للتأثير على المستهلك بتطبيق مبدأ الربط المزدوج الذي يعني إرسال إشارة للمتلقي تحمل شفرتين الأولى واضحة وصريحة والثانية ضمنية يعيها المتلقي ولكن لا يتخذ حيالها أية ردة فعل حقيقي بعكس تأثير الشفرة الأولى
ولا يدخل ذلك ضمن نطاق الدعاية المُضللة.
فإذا علمنا أن الكافيين من المنبهات التي تؤثر على المستقبلات العصبية للدماغ وبالتالي هي نوع خفيف من الإدمان، ولهُ أيضاً تأثيرات صحية ضارة، ولكن الشركات حينما تسوق لمُنتجِها لا تخفي حقيقة وجود تلك المادة بل تسعى جاهدة لإبراز الأثر السحري لها دون ذكر الأعراض الجانبية، وهذا خيار ذكي يجعل من الدعاية أكبر منوم مغناطيسي يترُك تأثيراً ساحراً على المتلقين.

لنعد المشهد مرة أخرى

تبدو الصورة ضبابية وأنت منهك.. تقضم تفاحة. عندها يبدأ يومك المهم وتظهر تفاصيله الدقيقة وتندفع جرعة هائلةٌ من الطاقة إلى دماغك.

أتؤمن بذلك؟

لا أعتقد.. فالفلاحون لا يملكون ملايين ليخبروكَ أن تُفاحتهم هي منبه أقوى بكثير من القهوة وبلا أعراض جانبية.

ترى كم حقيقةً أخرى غائبة لأنها لا تملِكُ ماكينةً تهدر لتسويقها؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب القدر .. لمحبي الأكشن هذه الرواية تخصهم بإمتياز

أبناء القمر ..